• مقتطف من الموضوع يظهر اسفل العنوان.
  • مقتطف من الموضوع يظهر اسفل العنوان.

تعديل

الخميس، 21 مايو 2015

الحلم المغربي

الحلم المغربي

منذ أن أطلق مارتن لوثر عبارته الشهيرة "i have a dream"سافرت هذه العبارة عبر قارات المعمور الخمس ، مداعبة خيال كل أمة و محفزة لصانعي القرار بها على صياغة حلمهم الجماعي الكبير. الحلم الأمريكي يمكن تلخيصه من منظور العالم الثالث في فرض الهيمنة و الرأي الواحد ،  فأفراد المجتمع لا يعترفون كثيرا بالآخر و ثقافتهم هي الأصلح و هم أيضا يحتقرون الفاشل و الlosers عندهم كائنات لا تستحق التعاطف ، في شراسة يسعى الكل لتحقيق النجاح في ميدانه في ما تسعى الحكومة بنفس الوحشية إلى تجسيد نجاحات الجميع في إحكام السيطرة على العالم. قوانين واضحة و حروب مفتوحة و لا مجال للتفاسير الكثيرة و لا للمبررات "طيح هزك الما".
في المغرب وحتى لا نتطرف في الاستغراب ،هناك أيضا من يمارسون الحلم بملء الإرادة بل و يتوارثونه عائلة عن عائلة بمنطق "خلق ليحلم" و ليرى أحلامه تتحقق ولو على سبيل النزوة ، و هناك من يمارسونه بالإكراه كلما انحدرنا نحو آل القاع الطبقي حيث فئة الزغبيون و الكعبيون .. أصحاب العفطة الكحلة الموكل إليهم إعادة ترتيب الفضاءات بعد كل حلمة وطنية حمراء ..
إن كان الآخرون  يحلمون بالسيطرة على العالم ، فأحلامنا البسيطة بدأت تنكمش و تختزل لتنحصر في رؤية بعض المسؤولين يسيطرون على أنفسهم حتى لا تنقلب حوارياتهم حول مصائرنا من مستوى النقاش إلى الملاسنة مشتغلين على تيمات مصيرية بالنسبة لهم على الأقل تبدأ ب'ديال من' أكبر و شكون اللي في 'كرشتو العجينة' و تعرج على التنابز بمن هو أحق بلقب السفاهة و الأحقية بالماركة المسجلة للصدقية و الشفاهية نسبة إلى التشافه و الأحقية بالتقدمية من عدمها وما إلى ذلك من  موفور التشرميل الفكري و السياسي الوقور . معروف طبعا أنه في الوقت الذي يحلم فيه البعض ببسط النفود أكثر و زيادة أو تحقيق المكاسب السياسية الشخصية ، و الانتصار المقدس في معركة الطواحين الهوائية  لا زال البعض يحلم ببساطة تبعث على الأسى .
هناك على الهامش، حيث تعاف أشعة الحياة الوميض و تكتفي بممارسة الشروق و الغروب بغريزية طبيعية ، أسر" I have a dream "  الخاص بها ، أربع جدارات تلم شعتها و أشخاص حلمهم الكبير الحصول على جرعة دواء ثمين تمدد من زمن بقائهم بين الأحبة أياما معدودات . هناك أيضا أطفال يستيقظون -إن وجدوا للنوم طريقا- قبل مشرق الشمس و يكدون طيلة النهار لتحصيل كسرة خبز حاف يلقمونها لأسرهم ثم يسلمون الجسد لنوم إن تلمس ذاك الوسن إليهم في الزحمة طريقا ، في انتظار بداية نهار جديد . هناك من يشتري اللحم و هناك  من يبيعه ليشتري الخبز ، هناك أسر تحلم بأطفال و هناك أسر تبيع ما فاض من أطفالها للبحر أو لأول عابر لتعيش .
أعرف أحلاما كبرت و هي ترى مسافة الأمان بينها و بين الواقع تتسع و تتسع لأنه يسير دائما وفق حساباته الخاصة فيما طرقهم تتشعب و قد تنقطع و أعرف أحلاما بقامات قصيرة و أخرى كسيحة  و أخرى قصيرة النظر و لا تتجاوز أفق فاتورة كهرباء لا تنافس مخصصات كيس الدقيق .
 هناك من يحلم ويكبر و هو يمارس الحلم لا غير ثم يتحول حلمه في مراحل لاحقة إلى .. حلم بتحقق الحلم و هناك من يعيش على  سفك أحلام الآخرين ، و هناك من يذهب للحلم ليلا في ما البعض الآخر يذهب ببساطة للنوم لا غير فعلى أسرتها لافتات تحمل عبارة واحدة بخط عريض "صنع للنوم فقط و كل استعمال لغير هذا الغرض يعرض صاحبه للمتابعة .... الكابوسية" و أعرف بشرا بعينهم يأتون على الأخضر و اليابس ثم يقفون أمامنا بثقة كبيرة في غبائنا .... ليتنابزوا بالألقاب، و يحللون و يفسرون ما لايستحق التفسير و يعتمون اثناء هذا و ذاك على ما يجب ان يكشف  .
حلمنا الكبير في الغالب تحصين ما نملك  من جشع من بحوزتهم كل شيء ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More